Pages

Tuesday, December 28, 2010

من رفض الحياة ولم يقبلة الموت

إلتقته في وقت ظنت أنها فقدت القدره على الحب والحلم والأمل
وأشياء أخرى تحتاج إليها المرأه في منتصف العمر
وبعد أن ذاقت من الأشياء أمرها
وبعد أن حملتها الظروف من الألم فوق طاقتها
وبعد أن أتسعت الفجوه بينها وبين الفرح
وأصبحت السعاده من مستحيلات حياتها

عندها جاء هو بقلبه الكبير
وببحور حنانه الباحثه عن أنثى تكون نصف قلبه الآخر
أقترب منها كالأحلام الهادئه عشقها بصدق فرسان الحكايات القديمه
وطرق بابها في أشد مراحل عمرها ظلمه ليمنحها باقه من النور
لم يكن آخر أطواق النجاة بالنسبه إليها
بل كان الشاطيء والقبطان والسفينه
غيرها تماما لون كل المساحات السوداء في داخلها
فتعلقت به تعلق الأم بطفلها
وتعلق الأنثى بفارسها
وتعلق الإنسان بوطنه وشعرت معه بأمان لم تشعر به طيلة سنواتها
أقترب من أعماقها أكثر ملأ إحساسها كالدم بجسدها
ملأ حياتها كالهواء في رأتيها كانت تنام على وعوده
وتستيقظ على صوته
تمادت معه بأحلامها منحت نفسها حق الحلم كسواها
حلمت بأطفال بعدد نجوم السماء بادلها أحلامها بنقاء
لم تكن بالنسبه إليه حكايه يسعى إلى إنهاء دوره فيها
ولم يكتبها رقما في أجندته ولم يسجلها موعدا قابلا للإنتهاء
كانت أشياء أخرى أحساسا مختلفا
وإمرأه لا يمكن تصور حياته من دونها إعتادت على وجوده في حياتها
تماما كما إعتاد هو على وجودها في عالمه
كان إحساسها طاهرا نقيا
لم تدنسه مواعيد الغرام ولم تلوثه اللقاءات المحرمه
كان يصونها كعرضه وكانت تحفظه كعينيها
سألها يوما : ماذا لو خنتك؟
قالت : سأقتلك
قال : وماذا لو مت؟
قالت : ستقتلني
عندها أدرك أنها إمرأه ترفض الحياة من دونه وبغير وجوده
فتمسك بحياته أكثر وتمنى أن يعيش إلى الأبد كي يجنبها ألم فقدانه وفجيعة رحيله
منذ أن عرفته وهي تعشق المساء جدا ففي المساء يأتي صوته حاملا لها فرح العالم كله
ويعيدها رنين هاتفها إلى الحياة التي بفارقها حين تفارقه ويفارقها
وما أن ترفع السماعه حتى يبادرها متسائلا
من تحبين أكثر؟ أنا؟ أم أنا؟
فتجيبه بطفولة إمرأه عاشقه
أحبك أنت أكثر من أنت.
ثم يتجولان معا في عالم من الأحلام الجميله
وهذا المساء إنتظرت صوته كالعاده
ومرت الدقائق وتليها الساعات
شيء ما في قلبها بدأ يشتعل
شيء ما تتجاهل صوته لكنه يلح
شيء ما يصرخ فيها أنه لن يعود
وشيء ما يوقض في داخلها كل شكوك وظنون الأنثى في لحظة الإنتظار
ترى هل نسى؟
ترى هل خان؟
هل رحل؟
ومع أول إشعاع نور للصباح

وهناك إلتقته
باسما في وجهها كعادته برغم الألم قال لها:
;سامحيني أعلم أن رحيلي سيسرق منك كل شيء ،، وأعلم كيف ستكون لياليك من بعدي
وأعلم مساحة الرعب التي سيخلفها رحيلي في داخلك
وأعلم أنه لا شيء سيملأ الفراغ خلفي
وأعلم كم ستقتلك البقايا
وأعلم كم ستكسرك الذكرى
وأعلم تحت أي مقاصل العذاب ستنامين
وفي أي مشانق العذاب والإنتظار ستتعلقين
وأعلم كم ستبكين وكيف ستبكين
وأعلم أني قد خذلتك
وأعلم أنك ستغفرين

ومضى ...لكنها تعلقت بآخر قشه للأمل
وإنتظرت
إنتظرت
إنتظرت
وكانت تردد بينها وبين نفسها
ماذا لو أنه رحل؟
ماذا ن لون حياتها؟
بل ماذا سيتبقى من حياتها؟
لم تحتمل ثقل سؤالها. فجلست على الأرض.
ما عادت قدماها تقويان على حملها
إستندت إلى الجدار في إنتظار حكم الحياة عليها
ترى هل رحل؟
أغمضت عينيها
ووضعت يديها على أذنيها
لا تريد أن تسمع
لا تملك القدره على أن تسمع

لا أحد يعلم كم من الوقت مر ربما لحظات ،، ربما سنوات ،،
لكنه أخيرا وصل
وقف أمامها باسما قائلا:
اريدك رفيقة عمرى
وإنتظر أن ينطق منها صوت الفرح
لكنها صمتت
لم تنطق
ولن تنطق أبدا
لقد رحلت ،، قتلها الإنتظار والخوف والترقب


عفوا إنها إمرأه وصلت بتعلقها به إلى درجة رفض الحياة في غيابه

هل توجد مثل هذه المرأه الآن؟
هل يوجد مثل هذا الرجل الآن؟